.. لقد كان زوجي سامحه الله - مليئا بالعيوب الواقعية التي تتنافى مع رومانسيتي التي اعتدتها منذ طفولتي ... فهو مثلا كان يملأ فمه مما يجعل فتاتا يتطاير على وجهي وهو يحدثني ... وكانت له عادة سخيفة انه لا يستخدم منديلا لتنظيف انفه بل يبتلعها مباشرة في صورة لا ترضي احدا ... ولم يكن سامحه الله خفيض الصوت بل كان جهوريا الى حد انني كنت اسمع من جارتنا تفاصيل ما كان يدور في شقتنا في اليوم التالي دون جهد منها .. وكان لا يحترم خصوصيتي في أشيائي أو غرفتي أو دولابي، يطلب مني أن أعد طعاما من اللحم وألارز في منتصف الليل لأنه نام في النهار ويجافيه النوم الآن دون الاتفات الى انني لا أنام النهار واقوم مبكرة لعملي ومدارس ابنائي . هل أقول أكثر ؟
.. المهم أن عيوبه كانت كثيرة.. لكنني اكتشفت الآن وبعد طلاقي منه أن عيبي الأوحد كان أكثر وزنا من كل عيوبه مجتمعه .. فعيبي الأوحد انني لم أكن أمرر أمرا من كل هذا دون ان أوبخه عليه والفت نظره إليه وأستهزىء به وبسلوكه الذي لا يعجبني منه بل وأظهر اشمئزازي من تصرفه المعيب أمام أي أحد .. وكان هو يصمت صمتا مريبا أمام هذا النقد اللاذع بشكل جعل الشك يداخلني كل لحظة في أنه يبيت لي النية على أمر .. إلى أن صحوت ذات يوم على وريقة بجوار سريري يقول لي فيها: سوف أرسل لك نفقة الأبناء مطلع كل شهر .. وسوف تصلك ورقة طلاقك في غضون أيام .. لقد تزوجت .
بعدما تركني وتركته.. وفرض موضوع طلاقي نفسه على أحاديثي مع الصديقات والقريبات ولم يكن كذلك من قبل.. اكتشفت ان ما كنت أعانيه هو ما تعانيه جميعهن في بيوتهن ومع أزواجهن وبفروق قليلة واستثناءات أقل...
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
.. بصراحة لا أعلم لماذا يلجأ رجل للزواج وهو يعلم أنه غير قادر على تحمل المسؤولية تجاه بيت وزوجة وأطفال ؟ وتتلخص حكايتي في قصة زواج استمرت سبع سنوات من رجل لا يحمل شهادة جامعية .. فأصر على خروجي من الجامعة لأتفرغ لبيتي وأبنائي .. ولاحظت إفراطه في شرب الخمر وتعاطي المخدرات وكثرة سفراته مع الاصدقاء.. فصارحته برفضي لهذه السلوكيات وبالطبع كان دائما في حالة لاوعي فكان يركلني ويضربني ضربا مبرحا، ناهيك عن قاموس الشتائم والألفاظ البذيئة... أجهضت أول حملي بسبب ضربة لي وصبرت وثابرت معه حتى لا أخرج للمجتمع كمطلقة وقلت لنفسي ... هذا حال آلاف النساء مع أزواجهن ... وأعطيته فرصة وفرصتين وزاد الأمر سوءا وعلمت بطريق الصدفة أنه يقيم علاقات مشبوهة مع نساء أخريات، فثارت ثورتي وتفجرت تراكمات السنين من أفعاله معي وطلبت الطلاق ولم أحصل عليه إلا بعد ستة أشهر، لا لشيء إلا إنه انتظر أن يفيق مما يتناوله حتى يستطيع الذهاب للمحكمة ليطلقني..
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
.. أجبرني أهلي على الزواج من زوج لا يتوافق معي علميا ... وأقنعني أهلي بعدم جدوى هذا الموضوع مادام الزوج قادرا على تلبية متطلباتي .. تزوجته وأنهيت دراستي الجامعية بعد عام من زواجي ... والتحقت بعمل أدر علي عائدا كبيرا ووفقا لشهادتي الجامعية تحددت درجتي الوظيفية وهنا تفجرت براكين الغيرة من قبل زوجي، بدأ يغار ويفتعل المشكلات ويحقر من شأني ظنا منه أنه بذلك سيصبح الأقوى والأفضل ... حيث تملكه إحساس قوي بالنقص انعكس على تصرفاته معي ... فكان يفرغ شحناته على هيئة انفعالات عصبية وضرب وإهانات وأخيرا هجر المنزل، وكلما انفعل يصرخ بوجهي قائلا: غلطان وألف غلطان لأنني جعلتك تكملين دراستك، وتصيرين آدمية ... والحين ما أحد أحسن منك .. شهادة وراتب ووظيفة، شنو تريدين بعد بناقص زوج .. ومن هنا استشعرت رغبته في تدميري، رغم انني لم أجرح مشاعره بشيء .. وبعد عام ونصف عدت الى بيت أهلي (( مطلقة )) أحمل طفلا لا ذنب له .. ولا أعلم من المخطى .. هل هي شهادتي أم عقدة زوجي .. لا أعلم ولكن ما أدركه جيدا أن طفلي هو الضحية ..